فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة القارعة مكية.
{وما أدراك ما القارعة} كاف وقال أبو عمرو كأبي حاتم تام.
{كالعهن المنفوش} كاف.
{راضية} صالح وكذا {هاويه} كاف.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة القارعة مكية.
{ما القارعة} حسن.
{وما أدراك ما القارعة} كاف إن نصب {يوم} بفعل مقدر أي تقع القارعة في هذا اليوم أو تكون القارعة أو تقرعهم يوم يكون فخرج بذلك عن الظرفية وصار مفعولًا به وقال أبو عمرو كأبي حاتم لتمام المبتدأ والخبر لتمام المبالغة في التعظيم بالمعظم ويجوز المبثوث لتفصيل أسباب الخوف وإلا فهو معطوف.
{المنفوش} كاف.
{راضية} تام.
{هاوية} كاف ومثله {ماهية}.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة القارعة:
مكية.
وآيها ثمان بصري وشامي وعشر حجازي. وإحدى عشرة كوفي.
خلافها ثلاث:
{القارعة} الأولى كوفي.
{موازينه} معا حجازي وكوفي.
ومر قريبا إمالة {أدراك}.
وقرأ: {ماهيه} الآية 10 بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا حمزة ويعقوب والباقون بإثباتها في الحالين. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة القارعة:
{فهو} {من خفت}، جلي.
{ماهيه} قرأ يعقوب وحمزة بحذف الهاء الساكنة وصلا وإثباتها وقفا وغيرهما بإثبتها في الحالين. اهـ.

.فصل في حجة القراءات: في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة القارعة:
قوله تعالى: {وما أدراك ما هيه} يقرأ بإثبات الهاء وحذفها وعلله مذكورة في الانعام. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

101- سورة القارعة:
وما أدراك ماهية 10
قرأ حمزة {ماهية} بحذف الهاء في الوصل وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الوصل وقد مر الكلام عليه. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة القارعة:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة القارعة: الآيات 1- 5]

{الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}

.الإعراب:

{ما} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الثلاثة، خبر الأول والثالث {القارعة}، وخبر الثاني جملة {أدراك}، (والواو) قبله اعتراضيّة {يوم} ظرف زمان منصوب متعلق بفعل محذوف تقديره تقرع، {كالفراش} متعلق بخبر يكون، ومثله {كالعهن}..
جملة: {القارعة ما القارعة...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {ما القارعة...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {القارعة}.
وجملة: {ما أدراك...} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {أدراك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني.
وجملة: {ما القارعة...} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل {أدراك}.
وجملة: {(تقرع) يوم...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يكون الناس...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تكون الجبال...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {يكون الناس}.

.الصرف:

(4) الفراش: اسم جمع، واحدته فراشة، وزنه فعال بفتح الفاء.
(5) {المنفوش}: اسم مفعول من الثلاثيّ نفش، وزنه مفعول.

.البلاغة:

التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ}.
تشبيه رائع، حيث شبهوا في الكثرة والانتشار، والضعف والذلة، والمجيء والذهاب على غير نظام، والتطاير إلى الداعي من كل جهة، حين يدعوهم إلى المحشر، بالفراش المتفرق المتطاير.
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}.
حيث شبه الجبال بالصوف الملون بالألوان المختلفة المندوف، في تفرق أجزائها وتطايرها في الجو، حسبما نطق به قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ}.

.[سورة القارعة: الآيات 6- 11]

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ (11)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل {من} اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أما {في عيشة} متعلق بخبر المبتدأ هو..
جملة: {من ثقلت موازينه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ثقلت موازينه...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {هو في عيشة...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
8- 11 (الواو) عاطفة {أمّا من... هاوية} مثل {أمّا من... في عيشة} (الواو) اعتراضيّة {ما أدراك ما هيه} مثل ما أدراك ما القارعة، و(الهاء) في {هيه} للسكت لا محلّ لها {نار} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
وجملة: {من خفّت موازينه...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {من ثقلت...}، وجملة: {خفّت موازينه...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {أمّه هاوية...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {ما أدراك...} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {أدراك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: {ما هيه} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل {أدراك}.
وجملة: {(هي) نار...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الصرف:

(9) {هاوية}: مؤنّث الهاوي، اسم فاعل من هوى يهوي باب ضرب، وزنه فاعل، أو هو اسم علم للنار على وزن فاعل.

.البلاغة:

1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ}.
وهذا المجاز علاقته المحلية، لأن الذي يرضى بها الذي يعيش فيها، وقيل:
راضية بمعنى مرضية.
2- التشبيه: في قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ}.
حيث عبّر عن المأوى بالأم، على التشبيه بها، فالأم مفزع الولد ومأواه، وفيه تهكم به، وقيل: شبه النار بالأم في أنها تحيط به إحاطة رحم الأم بولدها.

.الفوائد:

- هاء السكت:
وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، كقوله تعالى: {وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ}، وقولنا (هاهناه) (وا زيداه). وأصلها أن يوقف عليها. وربما وصلت بنية الوقف. وقد وردت هاء السكت في قوله تعالى: {ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ}. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(101) سورة القارعة:
مكيّة.
وآياتها إحدى عشرة.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة القارعة: الآيات 1- 11]

{الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ (11)}

.اللغة:

{الْقارِعَةُ} القيامة التي تقرع القلوب بأهوالها وفي المختار: وقرع من باب قطع والقارعة الشديدة من شدائد الدهر وهي الداهية. وفي المصباح: قرعت الباب قرعا بمعنى طرقته ونقرت عليه..
{الفراش} في القاموس: والفراشة التي تهافت في السراج والجمع فراش ومن القفل ما ينشب فيه وكل عظم رقيق والماء القليل والرجل الخفيف وقرية بين بغداد والحلّة وموضع بالبادية وعلم ودرب فراشة محله ببغداد والفراش كسحاب: ما يبس بعد الماء من الطين على الأرض ومن النبيذ الحبب الذي يبقى عليه وعرقان أخضران تحت اللسان والحديدتان يربط بهما العذران في اللجام وبالكسر ما يفرش والجمع فرش وزوجة الرجل قيل ومنه وفرش مرفوعة وعش الطائر وموقع اللسان في قعر الفم. وقد خلط صاحب المنجد فمزج الفراشة والفراش في مادة واحدة وجعل من معاني الفراش الرجل الخفيف وإنما هو فراشة، وسيأتي المزيد من معنى هذا التشبيه في باب البلاغة.
{الْمَبْثُوثِ} المتفرق المنتشر يقال قد بسط فلان خيره وبثّه وبقّه إذا وسعه قال:
وبسط الخير لنا وبقّه ** فالناس طرا يأكلون رزقه

(العهن) الصوف الأحمر واحدها عهنه.
{الْمَنْفُوشِ} اسم مفعول من النفش وهو- كما في القاموس- تشعيث الشيء بأصابعك حتى ينتشر كالتنفيش، والنفش بالتحريك الصوف، وعبارة ابن خالويه: يقال: نفشت الصوف والقطن وسبّخته إذا نفشته وخففته كما يفعل النادف، ويقال: لقطع القطن وما يتساقط عند الندف السبيخة وجمعها سبائخ ويقال: سبخ اللّه عنك الحمّى أي خففها وسلها عنك ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عائشة تدعو على سارق سرقها فقال: «لا تسبّخي عنه بدعائك عليه».

.الإعراب:

{الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ} تقدم إعرابها في {الحاقة ما الحاقة}.
{وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ} تقدم إعرابها في {ما أدراك ما الحاقة}، فجدد بها عهدا.
{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ} الظرف نصب بمضمر دلّت عليه القارعة أي تقرع القلوب بأهوالها يوم القيامة، ولا يجوز أن يكون معلقا بـ: {القارعة} الأول للفصل بينهما بالخبر ولا بالثاني والثالث لعدم التئام الظرف معهما من حيث المعنى وجملة {يكون} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{الناس} اسم يكون و{كالفراش} خبرها و{المبثوث} نعت للفراش ويجوز أن تكون يكون تامة فيكون {الناس} فاعلا و{كالفراش} حال من فاعل يكون التامة أي يوجدون ويحشرون حال كونهم كالفراش.
{وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} عطف على الآية السابقة مماثلة لها في إعرابها.
{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ} الفاء تفريعية وأما حرف شرط وتفصيل و{من} اسم موصول مبتدأ وجملة {ثقلت موازينه} صلة لمن لا محل لها والفاء رابطة لما في الموصول من معنى الشرط وهو مبتدأ ثان و{في عيشة} خبره و{راضية} صفة والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول وهو من، وسيأتي معنى {راضية} في باب البلاغة.
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ} عطف على الجملة السابقة وأمه مبتدأ و{هاوية} خبر أمه والجملة خبر {من}.
{وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ} الواو عاطفة و{ما} اسم استفهام مبتدأ وجملة {أدراك} خبر والكاف مفعول به أول و{ما} اسم استفهام مبتدأ و{هي} خبر والهاء للسكت وجملة {ماهيه} المعلقة بالاستفهام سدّت مسدّ مفعول {أدراك} الثاني. والهاوية اسم من أسماء جهنم وهي المهواة التي لا يدرك قعرها ولا يسبر غورها، وقال قتادة: هي كلمة عربية كان الرجل إذا وقع في أمر شديد يقال هوت أمه وقيل أراد أم رأسه يعني أنهم يهوون في النار على رؤوسهم.
وعبارة الزمخشري: {فأمه هاوية}، من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة هوت أمه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه ثكلا وحزنا قال:
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ** وماذا يردّ الليل حين يئوب

والبيت لكعب في مرثية أخيه، وهوت أمه دعاء لا يراد به الوقوع بل التعجب وما اسم استفهام مبتدأ وما بعده خبر والمعنى أي شيء يبعثه الصبح منه وأي شيء يردّه الليل ولابد من تقدير منه التجريدية يعني أنه كان يغدو في طلب الغارة ويرجع في الليل ظافرا وما في الموضعين من الاستفهام معناه التعجب والاستعظام وإسناد الفعل للصبح والليل مجاز.
{نارٌ حامِيَةٌ} {نار} خبر لمبتدأ محذوف أي هي و{حامية} نعت. هذا ويكثر حذف المبتدأ في جواب الاستفهام وبعد فاء الجواب وبعد القول.